سؤال وجواب
التخلص من السمنة بتنظيم مقــدار السعرات
زيادة الوزن مشكلة يعاني منها 50% من سكان الكرة الأرضية، فيما يعاني نحو 2% إلى 3% من مشكلة السمنة، بينهم ثلاثة ملايين يعانون من البدانة المفرطة. ولا شك أن السمنة مرض لها مضاعفاتها الخطيرة، وأبرزها خطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب والشرايين والجلطات الدماغية وغيرها من الأمراض. وقبل التعرف على هذه الأخطار نسأل أولا عن معنى هذه الحالة التي يعاني منها الكثيرون في المجتمعات الخليجية مثل غيرها من المجتمعات.
؟ ما هي السمنة وما العوامل المسببة لها؟
- السمنة هي زيادة وزن الجسم عن الحد الطبيعي نتيجة تراكم الدهون فيه. تعود السمنة أحياناً إلى تضافر العوامل الوراثية والهرمونية والنفسية، إلا أن السبب الرئيس في حدوثها يرجع إلى الإفراط في تناول الأطعمة الدسمة الغنية بالدهون والسعرات الحرارية، يقابله إقلال في الحركة، أي ببساطة اختلال في التوازن بين ما نتناوله من سعرات حرارية وما نصرفه من هذه السعرات. تتحول هذه الزيادة في السعرات الحرارية إلى مادة دهنية تتكدس في الجسم على شكل طبقة دهنية تؤدي تدريجياً إلى زيادة الوزن، ولاحقاً إلى حدوث السمنة، والتي قد تصل أحياناً إلى السمنة المفرطة.
؟ هل تتفاوت نسبة البدانة بين مجتمع وآخر؟
- أظهرت الدراسات العلمية أن نسبة البدانة مرتفعة في المجتمعات والدول كافة. ففي بعض الدول الصناعية والمتقدمة تصل نسبة زيادة الوزن إلى 50 أو 60%، والبدانة إلى نحو من20 إلى 30%، وبحسب التقارير والإحصاءات، فإن السمنة في ازدياد مستمر في العالم أجمع، وقد أطلق المؤتمر العالمي للسمنة الذي عقد في باريس سنة 1998 صفارة الإنذار خصوصاً وأن هذه الزيادة تطال الأطفال.
ففي فرنسا مثلاً هناك طفل من عشرة أطفال في سن الرابعة مصاب بالسمنة، وفي عمر السابعة هناك طفل من خمسة. وتجدر الإشارة إلى أن ارتفاع نسبة السمنة بشكل عام مردّه إلى تغيير عاداتنا الغذائية بحيث أصبحنا نكثر من تناول وجبات الطعام السريعة والغنية بالدهون، إضافة إلى تغيير نمط الحياة اليومية، إذ لم نعد نبذل مجهوداً عضلياً كالسابق بسبب العمل الوظائفي المكتبي، والجلوس لساعات طويلة أمام وسائل التسلية والترفيه كالتلفزيون والسينما والكمبيوتر، واستعمال وسائل النقل المتعددة أثناء التنقلات بدلاً من السير على الأقدام.
؟ ما هي أخطار السمنة ومضاعفاتها الصحية؟
- يشكل الوزن الزائد والسمنة عاملي خطورة مهمين للإصابة بالأمراض المزمنة وغير الانتقالية كالسكري، أمراض القلب والشرايين، ارتفاع الضغط الدموي وارتفاع الدهنيات في الدم، وجلطة الشرايين. كما يزيد من احتمال حدوث أمراض المفاصل، أمراض الجهاز الهضمي والكبد، أمراض الجهاز التنفسي، الأمراض الجلدية، وأيضا الأمراض الخبيثة والموت المفاجئ.
ويشار إلى أن تخفيض الوزن يعتبر الركن الأساسي في علاج العديد من الأمراض المذكورة، وهو يحد في حالات كثيرة من استعمال العقاقير الطبية.
؟ هل توجد وسائل معينة يمكن اعتمادها للوقاية من السمنة؟
- يمكن ذلك بتطوير الحياة وأنماط العيش، وكذلك تطوير أنواع الغذاء ونوعياته، يجعلنا بحاجة إلى ثقافة غذائية والى زيادة الوعي والثقافة الصحية حول أخطار السمنة ومضاعفاتها. ولعل أبرز الخطوات التي يمكن القيام بها كأفراد هي إيجاد توازن بين ما نتناوله من سعرات حرارية من خلال الأطعمة التي نأكلها، وبين ما نصرفه من سعرات حرارية للقيام بمختلف وظائف الجسم.
وللإبقاء على هذا التوازن يجب علينا تناول الطعام باعتدال وتنوّع، والتعامل مع الأطعمة كمصدر طاقة وليس كهواية نتسلى بها أو كمتنفس نفرغ عن طريقه همومنا ومشكلاتنا، مع الإشارة إلى ضرورة الإكثار من ممارسة الرياضة البدنية لما في ذلك من أثر إيجابي في إبقاء الجسم سليماً ومعافى.
؟ كيف يمكن علاج الحالات التي تخطت إمكانية الوقاية المسبقة؟
- في حال لم ينجح الفرد في الحفاظ على وزنه ما دون خط السمنة، ينبغي اللجوء الى المساعدة الطبية عن طريق طبيب اختصاصي في الغدد الصماء والسكري واختصاصي في التغذية، كما يمكن الاستعانة بمرشد نفسي أو اجتماعي إذا كانت السمنة ناتجة عن أسباب نفسية.