عزيزي القارئ :
لقد تميزت الحقبة الأخيرة من القرن العشرين بالتقدم الهائل في علوم الطب العلاجية والوقائية والتي أدت إلى ازدياد نسبة الأفراد المسنين بالنسبة للعدد الكلي لأفراد المجتمع خصوصاً في المجتمعات المتقدمة ويلاحظ انتقال هذه الظاهرة بالتدريج إلى مجتمعات الدول النامية مع تحسين مستواها الصحي والتغذوي .
ومن الإحصائيات الجديرة بالذكر في هذا المجال أنه في القرن الماضي كان هناك فرداً واحداً (مسن) لكل 25 فرد من سكان الولايات المتحدة الأمريكية ومع بداية هذا القرن يتوقع أن تكون هذه النسبة فرداً واحداً ( مسن ) لكل خمسة أفراد وهذه هي النسبة الحالية في اليابان .
هذه التغيرات في التركيبة السكانية تدفعنا إلى إثراء معارفنا بالاحتياجات الغذائية والطبية والاجتماعية لهذا القطاع المتزايد النمو ولقد تركزت الأبحاث الخاصة بالتغذية وعلاقاتها بالتقدم في العمر في المجالات الآتية :
1
. أثر التغذية على وظائف الجسم المختلفة.
2. دور التغذية في الوقاية من أعراض الشيخوخة.
3. الاحتياجات الغذائية للمسننين .
أن تناول الغذاء المناسب في هذه المرحلة من عمر الإنسان يجب أن يفي باحتياجات الجسم دون زيادة أو نقصان وبهذا فهي تسهم إلى حد كبير في محاربة العديد من الأمراض التي يتعرض لها كبار السن وكذلك السيطرة على بعض الأمراض المزمنة ( السكر، الضغط ) إن وجدت .. هذا بالإضافة إلى محاربة الشيخوخة والعمل على تأخيرها .. وإذا كان للغذاء هذا القدر الكبير من الأهمية في حياة المسنين فإن هناك العديد من العوامل الأخرى الضرورية للحفاظ على الصحة ومحاربة الشيخوخة المبكرة منها الاهتمام بالنشاط الرياضي المناسب وتحسين الصحة النفسية والتخلي عن الهموم والأحزان ومشاكل العمل والأسرة اليومية والتمسك بمبادئ الدين الحنيف .
وكما تعلم عزيزي القارئ: أن وظائف الغذاء تنحصر في كونه مصدراً للطاقة ويقوم بذلك ( الكربوهـيدرات والدهون ) والبناء والاسـتبدال وتقوم بها البروتينيات النباتية والحيوانية ، وتنظيم العمليات الحيوية بالجسم وتقوم بها الفيتامينات والأملاح المعدنية والأنزيمات والهرمونات والماء .
س: هل هناك اختلاف في نظام التغذية مع التقدم في العمر ؟
نعم هناك اختلاف حيث يعتمد نظام التغذية المثالي على تناول غذاء متوازن أي يحتوي على جميع العناصر الغذائية بالقدر المطلوب لحاجة الجسم ونشاطه دون زيادة أو نقصان ولكن مع تقدم العمر تختلف حاجة الجسم الغذائية وبالتالي يجب إدخال التعديلات اللازمة لملائمة النظام الغذائي مع حاجة الجسم الفسـيولوجية والنشاط المتوقع فمثلاُ :
1
. يقل النشاط والحركة بعد الخمسين فيجب إقلال كمية الأغذية المنتجة للطاقة (الكربوهيدرات ،الدهون ) .
2. عادة تقل كفاءة الجهاز الهضمي ويضعف مع التقدم في السن لذا يجب أن تقل كمية الطعام في الوجبة الواحدة مع زيادة عدد الوجبات حسب حاجة الشخص مع التأني في مضغ الطعام لزيادة إفراز اللعاب.
الوصايا الغذائية المفيدة للمسنين:-
هناك العديد من الوصايا الغذائية التي يجب على المسنين الإلمام بها ومنها :ــ
1- غذاؤك اليومي يجب أن يكون متنوعاً قدر الإمكان . 2- أبتعد ما استطعت عن تناول السكر والملح
3- خذ احتياجاتك من الزيوت النباتية وأبتعد عن الدهون الحيوانية والقشطة .
4- أكثر من تناول الخضراوات والفاكهة ( وخاصة الطازجة ) والحبوب والبقول .
5- قلل ما استطعت من تناولك للحوم الحمراء واستبدلها بالأسماك و اللحوم البيضاء .
6- أشرب يومياً من 6-8 كوب ماء .
7ـ اعلم أن أفضل طرق الطهي هو السلق أو في الفرن وقلل من الغذاء المشوي والمقلي .
8 ـ راقب وزنك فإن الابتعاد عن الوزن المثالي بالزيادة تعني السمنة بكل أضرارها وبالنقص تعني
مؤشراً لبعض الأمراض مثل مرض ( السكر) .
أما الوصايا العامة في هذه المرحلة فهي:-
1- الأكل بانتظام في وجبات صغيرة ومتتابعة. 2- تحري الأطعمة المحببة التي توفر الجهد لتجهيز الطعام .
3- تناول الأطعمة الطازجة وسهلة الهضم وتجنب الأطعمة الضارة مثل(الأغذية السريعة) والمعلبات .
4- احرص على إعداد المائدة بشكل جذاب وفي مكان جيد الإضاءة . 5- يفضل الأكل في جماعة من الأهل والأصدقاء .
6- اهتم بالنشاط البدني وأفضله في هذا العمر المشي لمدة 30 ق( 5 مرات أسبوعياً ) على الأقل .
الاحتياجات اليومية للمسن من المغذيات المختلفة:-
البروتــين :
احتياجات المسن من البروتين لم تتغير عن بقية المراحل العمرية من حيث الكم وهو حسب توصية (1985 WHO) 0.75 جم / كجم من وزن الجسم من مصادر حيوانية ونباتية على أن يمثل المصدر الحيواني الثلث .
الدهــون:-
يحتاج الفرد من الدهون 50جم يومياً أو ما يوازي 20-30% من السعرات الحرارية اليومية .
الطاقـــة:-
تتميز هذه المرحلة بقلة النشاط ولذا فإن أجمالي الطاقة اليومية اللازمة للمسن تقل من 2900سعر إلى 2300سعر للرجال ومن 2200 سعر إلى 1900 سعر للسيدات حسب ما أوصت به لجنة الغذاء والتغذية الأمريكية (1989) م للأعمار من 51-75 سنه.. وأفضل مصادر الطاقة هي الحبوب والبقول.
أغذية في خدمتك:-
الخضراوات والفاكهة: تعتبر مصدرا للسكريات البسيطة والألياف والفيتامينات والأملاح المعدنية .
· الموالح والجوافة من المصادر الغنية بفيتامين (ج).
· البطيخ والشمام : يحافظ على سيولة الدم ويمنع الجلطات لاحتوائها على مادة
Adenosin وهي نفس المادة الموجودة في الثوم والبصل .
· الخوخ والبرقوق والمشمش والتين والعنب : من أهم مصادر الألياف وأفضلها لمقاومة الإمساك .
· الخضراوات الورقية تعتبر أيضاً من أهم مصادر الألياف.
أهمية تناول الألياف:-
من أهم فوائد الألياف أنها تقاوم الإمساك وتعمل على انتظام حركــة الأمعاء وتزيد كميــة الفضــلات ومقاومــة ســرطان القولون وتقلل امتصاص الكوليسترول لإرتباطها بأملاح المرارة.